عبد الله دوكوري- من ملاعب فرنسا إلى نجم في سماء نيوم

في الأول من شهر يناير لعام 1993، أبصرَ النجم عبد الله دوكوري، لاعب خط الوسط الجديد في صفوف فريق نيوم الأول لكرة القدم، النور في مدينة مولان إيفلين الفرنسية، وسط كنف عائلة كريمة ذات أصول مالية، مكتظة بثمانية أبناء.
يبلغ دوكوري من العمر الآن 32 ربيعًا، وهو ابن عم البطل الأولمبي الشهير لادجي دوكوري، الذي حصد الميدالية الذهبية في سباق 110 أمتار حواجز في بطولة العالم لعام 2005.
ترعرع عبد الله، صاحب القامة الممشوقة التي تبلغ 1.82 مترًا والوزن المثالي الذي يناهز 77 كيلوجرامًا، في ربوع منطقة فيني بلانش التابعة لبلدية ليه مورو، حيث ارتاد مدرسة بيير بروسوليت الابتدائية ثم التحق بكلية جول فيرن المرموقة ذات القسم الرياضي.
خلال سنوات دراسته، مارس شغفه بكرة القدم ضمن صفوف فريق الجامعة، جنبًا إلى جنب مع زميله الصاعد مباي نيانج، ولم يقتصر دوره على المستطيل الأخضر، بل شارك أيضًا في المجلس البلدي للأطفال في ليه مورو في عام 2003، حيث تقدم بمقترح طموح لإنشاء ملعب كرة قدم محلي يخدم أبناء المنطقة.
في شهر سبتمبر من عام 2004، خطا دوكوري خطواته الأولى نحو عالم الاحتراف بانضمامه إلى نادي أولمبيك مورو، على الرغم من تحفظات والديه في البداية، وبرز كمهاجم واعد، وتمكن من الفوز بلقب كأس إيفلين مرتين ضمن فئته العمرية.
بعد مضي ثلاثة مواسم حافلة، سعى دوكوري للانضمام إلى مركز كليرفونتين العريق، إلا أن طموحاته لم تتحقق في تلك المرة، ولكن لحسن حظه، اكتشفه الخبير ميكائيل بيلين، الذي مهد له الطريق للانتقال إلى مركز تدريب ستاد رين صيف عام 2007، حيث نسج صداقات متينة مع لاعبين بارزين مثل ديميتري فولكييه وأكسل نجاندو.
بدأ دوكوري مسيرته الاحترافية مع فريق رين في مركز لاعب الوسط تحت إشراف المدرب القدير فرانك هايس، ثم تحت قيادة ريجيس لو بريس الذي أولى اهتمامًا خاصًا بتطوير مهاراته التكتيكية وقدراته الذهنية. وفي عام 2008، انضم إلى صفوف المنتخب الفرنسي تحت 16 عامًا، ثم المنتخب تحت 17 عامًا، حيث زامل لاعبين من الطراز الرفيع مثل بول بوجبا وجيفري كوندوجبيا.
شارك دوكوري في بطولة أوروبا تحت 17 عامًا عام 2010، وقدم تمريرة حاسمة في الدور نصف النهائي ضد المنتخب الإنجليزي، إلا أن فريقه لم يتمكن من تحقيق الفوز في نهاية المطاف.
في موسم 2010ـ2011، انضم دوكوري إلى فريق رين الرديف، ولكن لسوء الحظ، تعرض لإصابة قوية بتمزق في الرباط الصليبي، مما أدى إلى ابتعاده عن الملاعب لعدة أشهر.
عاد دوكوري إلى الملاعب في صيف عام 2011، وتألق بشكل لافت، وفاز بجائزة أفضل لاعب في كأس بلوفراجان، ليحظى بعدها بتوقيع عقد احترافي مع نادي رين.
في شهر أبريل من عام 2013، خاض دوكوري أول مباراة احترافية له وتمكن من تسجيل هدف، ولكن القدر لم يمهله، حيث تعرض مجددًا لإصابة بتمزق في الرباط. وفي شهر ديسمبر من عام 2013، عاد إلى الملاعب وسجل هدفًا في كأس الرابطة، وسرعان ما أصبح لاعبًا أساسيًا في خط وسط رين خلال موسم 2013ـ2014، وتمكن من تسجيل هدف حاسم ضد فريق مارسيليا.
في موسم 2014ـ2015، أظهر دوكوري مستويات مبهرة مع فريق رين تحت قيادة المدرب فيليب مونتانييه، واستُدعي لتمثيل المنتخب الفرنسي تحت 21 عامًا.
في شهر فبراير من عام 2016، انتقل دوكوري إلى نادي واتفورد الإنجليزي، ولكنه أُعير مباشرة إلى نادي غرناطة الإسباني ليكتسب المزيد من الخبرة والاحتكاك.
عاد دوكوري إلى واتفورد في عام 2017، وسرعان ما أثبت نفسه كعنصر لا غنى عنه في تشكيلة الفريق، وتمكن من تسجيل سبعة أهداف في موسم 2017ـ2018، مما لفت إليه أنظار العديد من الأندية الكبرى في أوروبا.
في شهر سبتمبر من عام 2020، انضم دوكوري إلى نادي إيفرتون بعقد يمتد لثلاثة أعوام، وقام بتمديد عقده لمدة عام إضافي في عام 2023، قبل أن يودع الفريق رسميًا يوم الجمعة لينضم إلى صفوف نادي نيوم في محطة جديدة ومثيرة في مسيرته الكروية الحافلة.